النَّاسِ بالقوَّة، أو يَسطُون عليهِم في
البيتِ، أو في الدَّكاكين بالسِّلاح، أو يَتعرَّضُون لهُم في الطُّرُقات، في
البَرِّ ويَقطَعون السُّبلَ ويَعُوقون التِّجارةَ والمنافعَ بينَ النَّاس،
يخُوِّفُون الآمِنين، هؤلاءِ لهم عقوبةٌ قاسيةٌ تُقطَع أيديهِم وأرجلُهم مِن
خِلاف، تُقطَع يدُه اليُمنَى مِن مِفصَلِ الكَفِّ، وتُقطَع رِجلُه اليُسرَى من
مِفصَل القدَم؛ لأنَّ الرِّجلَ فيها كَعْبان، الكَعْبُ الذي يُقطَعُ منه وهو ما
تحتَ مِعْقد الشِّراكِ يَفصِلُ بينَ القدَمِ وبينَ العَقِب، وتُقطَعُ القدمُ
ويَبقَى له العَقِبُ فقط، يَمشي عليه والكعبُ الثَّاني العَظْمان النَّاتِئان في
أسفلِ السَّاق، هذا هو الذي ذكَرَه اللهُ في الوُضوء ﴿ وَأَرۡجُلَكُمۡ إِلَى ٱلۡكَعۡبَيۡنِۚ
﴾ [المائدة: 6]،
والمرادُ بالكَعبين هنا العَظْمانِ النَّاتِئان في أسفلِ السَّاق، فتُقطَعُ يَدُ
المُحارِبِ من مِفصَل العَقِب، ويَبقَى بِلا يَد وبِلا رِجْل، عقوبةً لهُ على
جريمتِه النَّكرَاء.
ومن ذلك الذين
يتعرَّضُون للحُجَّاجِ عند الجَمْرة، وفي المَطافِ ويَنْشلون ما مَعهم في جُيوبِهم
أو في حِزَامَاتِهم التي يَشدُّونها على وَسطِهم، يأتي مُجرِمٌ ويَنقِبُ الجيبَ أو
الحزامَ ويأخذُ ما فيه، هذا إذا مكَّنَ اللهُ السُّلطةَ منه فإنَّه تُقطَعُ يَدُه
لأنَّه سارقٌ، مُجرِم.
وكذلك التَّعرُّض
للنَّاس في تَجمُّعاتِهم في الأسواقِ أو في المساجدِ لينشِلَ ما معهم، هذا يُقبَضُ
عليه وتُطبَّقُ عليه العُقوبةُ، هذا في الدُّنيا، وفي الآخرةِ جزاؤُه عندَ اللهِ
سبحانه وتعالى، إذا لمْ يتُبْ أمَّا إن تاب، تابَ اللهُ عليه.
فهذا الحديثُ قاعدةٌ
عظيمةٌ من قواعدِ الإسلامِ في حمايةِ الدِّماءِ وحمايةِ الأعراضِ وحمايةِ الأموال،
فإذا أَمِن الإنسانُ على هذه الثَّلاث، أمِنَ على دَمِه وأَمِن على عِرضِه وأمِنَ
على مالِه عاش كريمًا مطمئنًا،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد