×
دروس وفتاوى الحج

 الإنسانُ فإنَّه يُنشِّفُ المَخْرجَ ويَستنجِي بالماءِ أو يَستجْمِر بالحِجَارة، وإذَا أصابَ البولُ ثوبَه أو بدنَه فإنَّه يَغسِلُه ويَتَطهَّر لصلاتِه.

وكذلك حُرْمة مالِ المُسلم فاللهُ جل وعلا حرَّمَ الاعتداءَ على أموالِ النَّاسِ بغيرِ حق؛ لأنَّها ملْكُهم لا يجوزُ الاعتداءُ عليْها بغَصْبٍ سَواءً كانت أرضًا أو غيرَ ذلك، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَخَذَ شِبْرًا مِنَ الأَْرْضِ بِغَيْرِ حَقٍّ طَوَّقَهُ اللَّهُ فِي سَبْعِ أَرَضِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» ([1])، ولعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين يُغيِّرون مَنارَ الأرض ([2])، وهي المَراسيمُ التي بيْنَ الأملاك؛ لأنَّ أموالَ النَّاسِ مُحتَرمةٌ لا يجوزُ الاعتداءُ عليها، أو الاعتداءُ بالسَّرِقةِ فالذي يَسرِقُ تُقطَعُ يدُه ﴿ وَٱلسَّارِقُ وَٱلسَّارِقَةُ فَٱقۡطَعُوٓاْ أَيۡدِيَهُمَا جَزَآءَۢ بِمَا كَسَبَا نَكَٰلٗا مِّنَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٞ [المائدة: 38].

وكذلك أخذُ أموالِ النَّاسِ بالغِشِّ، فالذي يَغِشُّ في البَيعِ والشِّراءِ ويَحلِفُ بالكَذِبِ من أجلِ أكلِ أموالِ النَّاس، هذا لا يَنظُر اللهُ إليْه يومَ القِيامةِ، ويَلقَى اللهَ عز وجل وهو عليْه غَضْبان، كما صحَّ ذلك في الحديثِ عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

وكذلك الذي يأخذُ أموالَ النَّاسِ بالحِرَابة، فالذي يَقطَعُ الطَّريقَ على النَّاسِ ويَعوقُ السُّبلَ ويَنهبُ الأموالَ بالقُوَّةِ هذا من المُفسدينَ في الأرضِ ومن المُحاربين للهِ ولرسولِه، ﴿ إِنَّمَا جَزَٰٓؤُاْ ٱلَّذِينَ يُحَارِبُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَيَسۡعَوۡنَ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوٓاْ أَوۡ يُصَلَّبُوٓاْ أَوۡ تُقَطَّعَ أَيۡدِيهِمۡ وَأَرۡجُلُهُم مِّنۡ خِلَٰفٍ أَوۡ يُنفَوۡاْ مِنَ ٱلۡأَرۡضِۚ ذَٰلِكَ لَهُمۡ خِزۡيٞ فِي ٱلدُّنۡيَاۖ وَلَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ [المائدة: 33]. هذه عقوبتُهم، يَعتدون على


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (2452)، ومسلم رقم (1610).

([2])أخرجه: مسلم رقم (1978).