×
دروس وفتاوى الحج

 حجُّه تَام، ومَا يَفهمُه بعضُ النَّاسِ أنَّه إذا أرادَ أن يتعجَّلَ يرمي جَمَراتِ اليومِ الثَّالث عشَر مع اليومِ الثَّاني عشَر، مع أنَّ اليومَ الثَّالث عشَر لم يأتِ بعد فلا ترمِ جمراتِه مقدمًا.

ثمَّ قال: ﴿ لِمَنِ ٱتَّقَىٰۗ [البقرة: 203] لا إثْمَ على مَن تعجَّلَ أو تأخَّر لمَن اتَّقى اللهَ عز وجل، عَمِل بتَقْوى اللهِ لأداءِ أوامرِه واجتنابِ نَوَاهيه طمعًا في ثوابِه وخوفًا مِن عقابِه؛ سُمِّي ذلكَ تَقْوى لأنَّه يَقي من عذابِ الله، العِبرةُ ليست في صورةِ العمل، التَّعجُّل أو التَّأخُّر، العبرةُ بالتَّقوى، تَقْوى القُلُوب.

ثم قال: ﴿ وَٱعۡلَمُوٓاْ [البقرة: 203] أي: تيَقَّنوا أنَّكم إليه تُحشَرون يومَ القيامة، كلُّ الخلائقِ تُحشَر يومَ القيامةِ الأوَّلون والآخِرُون ﴿ هَٰذَا يَوۡمُ ٱلۡفَصۡلِۖ جَمَعۡنَٰكُمۡ وَٱلۡأَوَّلِينَ [المرسلات: 38]، ﴿ قُلۡ إِنَّ ٱلۡأَوَّلِينَ وَٱلۡأٓخِرِينَ ٤٩ لَمَجۡمُوعُونَ إِلَىٰ مِيقَٰتِ يَوۡمٖ مَّعۡلُومٖ [الواقعة: 49- 50]، يَجتمِعُ أوَّلُ الخَلقِ وآخِرُ الخَلْق في صعيدٍ واحدٍ، يُحشَرون ويُجمَعون في صعيدٍ واحد.

أنتم رأيتُم تَكتُّل النَّاس، والزِّحامَ الشَّديد، وما فيه من الخَوْف، وما فيه من التَّرويعات، حَشْرُ يومِ القيامةِ أشَد، تَذَكَّر الحشْرَ الأكبرَ، هذا حَشْرٌ مُصغَّرٌ، يُذكِّر بالحشرِ الأكبرِ، الذي هو حَشْرٌ يومَ القيامة، فاسْتعِدُّوا لهذا الحَشرِ بالعملِ الصَّالح، ﴿ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّكُمۡ إِلَيۡهِ تُحۡشَرُونَ [البقرة: 203]، كلُّ مسلمٍ يَعتقدُ أنَّه يُحشَرُ إلى اللهِ ولا يُنكِر البَعثَ إلا الكافر، لكنَّ الشَّأنَ الاستعدادُ لهذا الحشر، أمَّا مُجرَّدُ أنَّك تعتقِدُ وتُؤمنُ ولا تَعمَلُ فهذا لا يَنفَعُكَ شيئًا.

هذا وصلَّى اللهُ وسلَّم على نبيِّنا محمدٍ وعلى آلِه وأصحابِه أجمعين.

*****


الشرح