×
دروس وفتاوى الحج

بأمورِ الدُّنيا، أمَّا أهلُ الإيمانِ فهم يَسألونَ اللهَ مِن خَيرَي الدُّنيا والآخِرة، وأعظمُ ما في الآخِرةِ النَّجاةُ من النَّارِ ودخولُ الجنَّةِ ﴿ فَمَن زُحۡزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدۡخِلَ ٱلۡجَنَّةَ فَقَدۡ فَازَۗ [آل عمران: 185].

فالمسلمُ دائمًا يَتذَّكرُ الآخِرة، ويتذكَّر الجنَّةَ والنَّار، ولا يغفلُ عنهما، بل يُكثِرُ من سؤالِ اللهِ النَّجاةَ من النَّارِ ودخولَ الجنَّة، واللهُ جل وعلا قريبٌ مجيب.

والحجُّ فرصةٌ للدُّعاءِ والتَّضرُّع، ومَوسمٌ عظيم، وهو مَظنَّةُ الإجابةِ من الله سبحانه وتعالى، هذا هو توجيهُ الرَّبِّ سبحانه وتعالى للحُجَّاجِ عندَ نهايةِ المناسك، أنَّهم يُكثِرون من الدُّعاءِ ويَختِمون بالدُّعاءِ والاستغفارِ والتَّوبةِ وطلبِ خَيْري الدُّنيا والآخِرة، واللهُ جل وعلا يُحِبُّ ذلك منهم وقد أمرَهم به، وهو قريبٌ مُجيبٌ يُعطِيهم ما سألوا ويُعيذُهم ممَّا استعاذوا منه، لكنَّ الشَّأنَ في العبدِ أنْ يَصدُقَ مع الله جل وعلا، وأن يدعوَ اللهَ بقلبٍ حاضِرٍ وأنْ يتخلَّى عن أكلِ الحَرَام، وشُرْبِ الحَرام؛ فإنَّ أكلَ الحرامِ مهما دَعا صاحبَه فإنَّه لا يُستجَابُ له، كما في الحديث: «ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ: يَا رَبِّ، يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟!» ([1]).

أيضًا يجِبُ على الحُجَّاجِ أنْ يتوبوا إلى اللهِ سبحانه وتعالى؛ لأنَّنا كُلنا خَطَّاؤون وخيرُ الخَطَّائين التَّوابون، فعلينا أنْ نتذكَّرَ ذنوبَنا وسيِّئاتِنا ونتوبَ منها ونستغفرَ اللهَ منها، ولا أحَدَ يَسْلَمُ من الذُّنوبِ والسَّيِّئات، ولكنِ الشَّأنُ في التَّوبةِ الصَّحيحةِ والاستغفارِ الصَّحيح، المَصْحُوبين بتَرْكِ المعاصي وعدمِ الرُّجوع إليها، هذا هو المطلوب.


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (1015).