دُنياهم، يتعجَّلون
في دُعائِهم الدُّنيا لا يدعُون اللهَ في أمورِ الآخِرة، هذا من أمورِ الجاهليَّة.
﴿ وَمَا لَهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنۡ خَلَٰقٖ ﴾ [البقرة: 200] أي: ما له في أمورِ الآخِرةِ من نصيب، ما
له في الجنَّة وطلبِ الجنَّةِ من نَصيب، لا يَطلبُ الجنَّةَ والنَّجاةَ من
النَّار، إنَّما يَطلبُ أمورَ الدُّنيا، فهذا ممَّا يجعلُ المسلمَ لا يَقتصِرُ في
دعائِه على أمورِ الدُّنيا، وإنَّما يَطلبُ الدُّنيا والآخِرة.
﴿ وَمِنۡهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَآ ءَاتِنَا فِي ٱلدُّنۡيَا حَسَنَةٗ وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِ ﴾ [البقرة: 201] يسألُ اللهَ من خَيري الدُّنيا والآخِرة،
لا مَانع أنَّك تَطلُبُ الرِّزق، وتدعو اللهَ أنْ يَرزُقكَ وأنْ يُعطيَك، وتدعو
اللهَ بنزولِ المطر، لكن لا تقتصِرْ على هذا، بل تدعُو بهذا وتدعُو بأمورِ الآخرةِ
من بابِ أَوْلى، فالمؤمنون جَمَعوا في دعائِهم بينَ خَيْرَي الدُّنيا والآخِرة،
واختلفَتْ عباراتُ المُفسِّرين في حسنةِ الدُّنيا وحسنةِ الآخِرة، منهم من يقولُ:
حسنةُ الدُّنيا الزَّوجةُ الصَّالحة، وحسنةُ الآخِرةِ الجنَّة، ولكنْ الآيةُ
عامَّةٌ فتَطلُبُ من اللهِ خَيْرَي الدُّنيا والآخِرة، واللهُ جل وعلا غَنِيٌّ
كريم، قريبٌ مُجيب، لا يَغضَب، ولا يَكرَهُ أنَّ تَسْألَه، وتُكثِرَ السُّؤال، ولا
تَتعاظَمْ شيئًا تطلبُه من اللهِ، فاللهُ جل وعلا ليسَ ببَخِيل، ويُحِبُّ منك أنْ
تسألَه، وأنْ تُعظِّمَ السُّؤال، وتَطلُب ما تُريد من اللهِ جل وعلا؛ لأنَّك تسألُ
غَنيًّا كريمًا مُجيبًا لا يتعاظمُه شيءٌ أعْطَاه، وكُلَّما أكثرتَ من السُّؤالِ
زادَ قُربُك من اللهِ ومحبةُ الله لك، فأكثِرْ من الدُّعاء.
﴿ وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ ﴾ [البقرة: 201] هذا
المُهمُّ هذا دعاءُ المسلمين، أنَّهم يَستعيذُون من النَّار، أمَّا أهلُ
الجاهليَّةِ فلا يأتي ذِكرُ النَّارِ على ألسِنتِهم ولا على قلوبِهم؛ لأنَّهم لا
يُؤمِنون بالبَعثِ والحِساب، وإنَّما يَتعلَّقون
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد