×
دروس وفتاوى الحج

 الفَرَائض؛ لأنَّ بعضَ النَّاسِ إنَّما يُقبِلُ على اللهِ في موسمِ الحَجِّ فقط، ويَظُنُّ أنَّ الحجَّ يُكفِّرُ عنه كلَّ ما فَعل ويَفعل، نَعَم الحَجُّ يُكفِّرُ اللهُ به الخَطَايا، ولكنْ إذا استمرَّ الإنسانُ على طاعةِ الله، أمَّا إذا رجَعَ للمَعَاصي والذُّنوبِ بعدَ الحَجِّ فهذا يُفسِدُ حَجَّه؛ لأنَّه لا دينَ لمَن لا صلاةَ لهُ ولا تُقبَلُ الأعمالُ مع إضَاعةِ الصَّلاة، لكن الذي يُرجَى له الخيرُ هو الذي استمرَّ على طاعةِ الله، ودَاوَم عليْها إلى المَمات، هذا هو الذي يُرجَى له الخيرُ والثَّوابُ وقبولُ الحَجِّ، وسائرُ الأعمال، أمَّا من يَحُجُّ ثُمَّ إذا رجَعَ ضَيَّع دينَه وضَيَّع صلاتَه وضيَّع طاعةَ اللهِ عز وجل ويَظُنُّ أنَّ الحجَّ يكفي، هذا غرورٌ وخِداعٌ من الشَّيطانِ ومن النَّفسِ الأمَّارةِ بالسُّوء، فيتبع الحسنة ولا يتبع الحسنة بالسيئة؛ فإن هذا من الخسارة، وهذا كالذي يَبني البُنيانَ فإذا أقامَه هَدمَه، اللهُ - عزَّ وعَلاَ - يقول: ﴿ وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّتِي نَقَضَتۡ غَزۡلَهَا مِنۢ بَعۡدِ قُوَّةٍ أَنكَٰثٗا [النحل: 92]. فلا تَغزِلْ ثُمَّ تَنقُض، ولا تَبْنِ ثُمَّ تهدِم، بل واصِلِ البناءَ وواصِلِ العملَ الصَّالح، واللهُ جل وعلا يقول: ﴿ وَٱعۡبُدۡ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأۡتِيَكَ ٱلۡيَقِينُ [الحجر: 99]، اليقينُ يعني: المَوت وليسَ لعملِ المسلمِ غايةٌ دونَ الموت.

فعلينا جميعًا التَّواصِي بالحقِّ والتَّواصِي بالصَّبرِ على طاعةِ اللهِ عز وجل، والتَّناصُحُ والتَّعاونُ على البرِّ والتَّقوى، وأن يكونَ هذا الحَجُّ منطلقًا لنا إلى الخير، ويكونَ هذا الحَجُّ مبدأَ خيرٍ ومنبهًا لنا لاستدراكِ بقيَّة حياتِنا لطاعةِ الله عز وجل، حتى نَحظَى بحُسنِ الخاتمةِ والوَفاةِ على الإسلام.

وفَّقَ اللهُ الجميعَ لما يُحبُّه ويَرضَاه،

وصلَّى اللهُ وسلَّم على نبيِّنا محمدٍ وعلى آلِه وأصحابِه أجمعين.

*****


الشرح