×
دروس وفتاوى الحج

على الإيمان، فيُكثِرُ المسلمُ من ذِكرِ الله عز وجل، بدلَ أنْ يشغَلَ نفسَه بالقِيلِ والقالِ والضَّحِكِ والغَفْلة، لا يَغفُلُ عن ذِكرِ اللهِ عز وجل، هذا هو الشَّأنُ في المسلمِ لا سيَّما الحُجَّاج الذين مَنَّ اللهُ عليْهم بأداءِ هذه المَنَاسك، والوُقوفِ في هذه المَشَاعر، والطَّوافِ بالبيتِ العتيق، والسَّعيِ بين الصَّفا والمَروة.

مَنَّ اللهُ عليهم بذلك، عليْهِم أنْ ينطلقُوا من هذا الحَجِّ وهُم في أحسنِ حالٍ من جهةِ عبادتِهم للهِ عز وجل، تَائبينَ من ذُنوبِهم وتقصيرِهم، مُستمرِّين على طاعتِهم، لا يُطيعون اللهَ في الحجِّ فقط، وإذا انصَرفوا إلى بلادِهم عادُوا إلى السُّوء، فيكونُ من الذين قال اللهُ فيهم: ﴿ وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي ٱلۡأَرۡضِ لِيُفۡسِدَ فِيهَا وَيُهۡلِكَ ٱلۡحَرۡثَ وَٱلنَّسۡلَۚ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلۡفَسَادَ ٢٠٥ وَإِذَا قِيلَ لَهُ ٱتَّقِ ٱللَّهَ أَخَذَتۡهُ ٱلۡعِزَّةُ بِٱلۡإِثۡمِۚ فَحَسۡبُهُۥ جَهَنَّمُۖ وَلَبِئۡسَ ٱلۡمِهَادُ [البقرة: 205- 206]، بل إذا انطلَق من الحجِّ يكونُ مؤمنًا ذاكِرًا للهِ عز وجل ناصحًا لنفسِه ولإخوانِه المسلمين يكونُ قد تَربَّى في الحَجِّ على العبادةِ، وعلى الطَّاعة، وعلى كفِّ اللِّسَان، وعلى محبَّةِ الخير، ومحبةِ المسلمين، يكونُ الحجُّ مُنطلَقًا ومَدْخلاً له إلى الخيرِ ومُدرِّبًا على الطَّاعة، إلى أن يلقَى ربَّه عز وجل.

ثُمَّ ينبغي للحَاجِّ أنْ يُلازِمَ تقوى اللهِ عز وجل، فلا يكونُ مُطيعًا في وقتِ الحَجِّ فقط، وإنَّما يُلازِمُ طاعةَ اللهِ في كلِّ حياتِه وفي مُنصَرفِه من الحَج، وإذا ذهب إلى أهلِ بلدِه يُقبِلُ عليهم بالخيرِ والنَّصيحةِ والدَّعوةِ إلى اللهِ والأمرِ بالمعروفِ والنَّهيِ عن المُنكَر، فيَقدُمُ على بلدِه وأهلِه خيرَ مَقْدَمٍ يُعلِّمُهم ويُذكِّرُهم، يَرجِعُ وقد لانَ قلبُه وصَلحَت أعمالُه، وتابَ إلى اللهِ عز وجل، فيُلازِم عبادةَ اللهِ والمُحافظةَ على الصَّلواتِ الخَمْس، وأداءِ


الشرح