استمَّر على عبادةِ اللهِ؛ حَتَّى يأتِيَ
الموتُ، وأنتَ علَى ذلك، لا تَقِفْ عندَ حَدٍّ، وتقول: حَجَجْتُ وَغُفِرَتٍ
ذُنوبي، ولا عليَّ بعد ذلك أنْ أعملَ ما أشاءُ؛ لأنَّهُ مغفورٌ لي. المغفرةُ
إنَّما تكونُ لأهل الإيمانِ وأهل الاستقامةِ وأهل التَّمسُّكِ بدِينِ الله عز وجل،
ولا تكون المغفرةُ لِمَن ضَيَّعَ دِينَهُ، إِلاَّ إذا تابَ إلى اللهِ واستغفرَ
اللهَ، وتابَ فإن اللهَ يتوبُ عليهِ، لا نقول إِنَّ الإنسانَ يَرجِع من حَجِّهِ
معصومًا من الذُّنُوبِ، الإنسانُ بَشرٌ يقَعُ في الذُّنوبِ، لكِن عليه التَّوبةُ،
فمن تابَ تابَ اللهُ عليهِ، وبابُ التَّوبةِ مفتوحٌ لِمَن تابَ إلى اللهِ عز وجل،
وحافَظَ علَى طاعةِ اللهِ، واستقامَ علَى دِينِ اللهِ، وتَوفَّاهُ اللهُ على عملٍ
صالحٍ، وعلى عقيدةٍ صحيحةٍ فهذا هو السَّعِيدُ، وحُسْنُ الخاتمةِ لها أسبابٌ، أنْ
يدعُوَ اللهَ بِحُسْنِ الخاتمةِ، وأنْ يَستمِرَّ على الأعمالِ الصالحةِ حَتَّى
يأتِيَهُ الموتُ، وهو على طاعةِ اللهِ عز وجل مُبتعِدًا عن معصيةِ اللهِ، فيلحق
بالصَّالِحينَ، ويكون من الفائزين في جَنَّاتِ النَّعيمِ.
وَفَّقَ اللهُ
الجميعَ لِما يُحِبُّ ويَرْضَى.
وصلَّى اللهُ وسلَّم
على نَبِيِّنا محمد وعلى آلِهِ وأصحابِهِ أجمعينَ.
*****
الصفحة 6 / 698
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد