إلى القبورِ
والأضرحةِ ودُعاء غيرِ الله، فهؤلاءِ لا قيمةَ لحَجِّهم، ولا أثرَ لِتَعبهِم، ولا
فائدةَ يَجْنُونَها إلاَّ التَّعب، فعلينا جميعًا أن نستمِرَّ على توحيدِ الله
وعبادتِه وَحدَهُ لا شريكَ له، ومن كان مُبتَلًى أو مُقلِّدًا في دُعاءِ غيرِ الله
والاستغاثةِ بغيرِ الله، فعليه أن يتوبَ إلى اللهِ، ومنْ تابَ تابَ اللهُ عليه.
كذلك كثيرٌ مِن
الناس يَتهاونون بالصَّلاةِ، أو يُصَلُّون صلاةً غيْرَ الصَّلاةِ التي أمرَ اللهُ
بها، يُصلُّونَ في غيرِ الوقتِ، يُصَلُّونَ مُتفرِّقينَ، يَتركُونَ صلاةَ
الجماعةِ، وتَرْكُ الصَّلاةِ كُفرٌ بالله عز وجل، والتَّهاونُ بوقتها أو بالجماعةِ
نِفاقٌ، فلا يتهاونُ بالصَّلاةِ أو يُؤخِّرُها عن وقتِها إلا أهلُ النِّفاقِ،
فالمُتهاونُونَ بأمْرِ الصَّلاةِ بينَ نوعينِ: إمَّا كافرٌ، وإمَّا مُنافِق،
والكافرُ والمنافقُ في النَّار، قال تعالى: ﴿ إِنَّ ٱللَّهَ جَامِعُ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَٱلۡكَٰفِرِينَ فِي جَهَنَّمَ
جَمِيعًا ﴾ [النساء: 140].
فعلَى المسلمِ أن
يرجِعَ بِتَوْبَةٍ خالصةٍ لله عز وجل، يرجِعَ بعقيدةٍ صحيحةٍ صافيةٍ، يرجِعَ
بِتوْبةٍ من الذُّنوبِ والمعاصي، يُحسِن عَملَهُ في بَقِيَّةِ حياتِه؛ ليكونَ هذا
الحَجُّ مُنبِّهًا له ومُنْطَلَقًا له إلى فِعل الخيرِ، ولا يَقُلْ: أنا حَجَجْتُ
وغُفِرتْ ذُنوبي، ثُمَّ يَتهاونُ بالمعاصي؛ فإنَّ حَجَّهُ يَختلُّ بهذه الذُّنوبِ
وهذه المعاصي، لا يبقى له فيه أَجرٌ، الإنسانُ إذا حَصَلَ على مالٍ فإنَّهُ
يُحافِظُ عليه ولا يُضيِّعُه، وأهَمُّ مِن ذلك إذا حصل على المغفرةِ والعِتْقِ
مِنَ النَّارِ، فلا يُضيِّع هذه المِيزةَ العظيمةَ والمَكْسبَ العظيمَ؛ فيحافظ
عليه بتوحيدِ اللهِ، بالمُحافظةِ على فرائضِ الله، بِتَرْكِ ما حرَّمَ اللهُ عز
وجل، استقم على دين الله إلى أنْ يَتوفَّاكَ اللهُ. قال تعالى ﴿ وَٱعۡبُدۡ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأۡتِيَكَ ٱلۡيَقِينُ ﴾ [الحجر: 99].
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد