وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَهُمۡ فِي رَوۡضَةٖ يُحۡبَرُونَ ١٥ وَأَمَّا
ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بَِٔايَٰتِنَا وَلِقَآيِٕ ٱلۡأٓخِرَةِ
فَأُوْلَٰٓئِكَ فِي ٱلۡعَذَابِ مُحۡضَرُونَ
﴾ [الروم: 14- 16].
يَتذكَّرُ
الحُجَّاجُ بِتفرُّقِهم هذا إلى بلادِهم، تَفرُّقَهُمْ مِن مُجمَّعِ الحشرِ، إلى
مَنازِلِهم التي كتبَ اللهُ لهم الخُلودَ فيها، إِمَّا في جَنَّة، وإمَّا في نارٍ،
فيستعدُّونَ.
وإنْ كُنتُم وجدتم
مشقَّةً في الحَجِّ وتعبًا في الحجِّ فاعلموا أنَّ المشقَّةَ والتَّعبَ في الحشرِ
أشَدُّ مِن هذا، فعليكُم بالاستعدادِ والتأهُّبِ للقاءِ الله سبحانه وتعالى.
وكذلك على الحُجَّاج
أن يشكروا اللهَ الذي أكْملَ لهم مناسِكَهُم، وأتَمَّ حَجَّهُم، يشكرون الله على
هذه النِّعمةِ، وعليهم ألاَّ يرجِعُوا إلى الذُّنوبِ والمعاصي بعد أن كفَّرَها
اللهُ عنهم في هذا الحَجِّ، وعادُوا مَغفورًا لهم، كيَوْمِ وَلدَتْهُم
أُمَّهاتُهُم، عليهم أن يَحتفظُوا بهذه النِّعمةِ وهذه النظافة التي نَظَّفهُم
اللهُ بها من سَيِّئاتِهم، أن يَرجِعُوا إلى أهلِيهم في حالٍ أَحْسَنَ مِن حالِهم
التي قَبلَ الحَجِّ، تائِبينَ إلى اللهِ مُقيمينَ على طاعتِه، لا يَصدُر منهم ما
يُفسِدُ هذا الحج مِنَ الشِّركِ بالله عز وجل ودعاءِ غيرِ الله، وعبادةِ الأمواتِ بالقبور،
والتَّعلُّقِ بالأولياءِ والصَّالِحين، هذا يُفسِدُ حَجَّهم وأعمالَهُم بل عليهم
أن يَستمِرُّوا على التَّوحِيد.
أنتم رأيتُم أن هذا
الحجَّ - ولله الحمد - كُلُّهُ توحيدٌ، ليس فيه دُعاءٌ لغيرِ الله، ليس فيه قبور
وأضرحة يذهب الناسُ إليها، وإنَّما يذهبونَ إلى مشاعرِ الله، يذهبونَ إلى مِنَى،
إلى عرفةَ، إلى مُزدلفةَ، إلى المسجدِ الحرامِ، يَطُوفونَ ويَسعَوْنَ، ولا يأتي
على ألسنتهِم ذِكْرٌ لغيرِ الله جل وعلا، يذكرونَ اللهَ ويُوحِّدُونَه، رأيتُم
هذا، هذا هو التَّوحيدُ، أمَّا مَن يَنصرفُون
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد