يَقُومونَ مِن
قُبُورِهم أحياءً بعدَ أن تَنبُتَ أجسامُهُم، وتَتكامَلَ أعضاؤُهم، ثُمَّ يَنفُخُ
إسرافيلُ في الصُّورِ، وهو القَرْنُ الذي فيه الأرواحُ، ثم تَتطايَرُ الأرواحُ:
كُلُّ رُوحٍ إلى جَسدِهَا، ثم يَسِيرُونَ إلى المَحشَرِ، قال تعالى: ﴿ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخۡرَىٰ فَإِذَا هُمۡ قِيَامٞ يَنظُرُونَ ﴾ [الزمر: 68].
وَيَسيرُونَ إلى
المَحشَرِ، لا يَتخلَّفُ منهم أَحدٌ، أو يَهرَبُ أحدٌ، أو يَنِدُّ أحدٌ مِنَ
النَّاسِ، أو يَختَفِي، بل يَسِيرونَ إلى المَحشرِ حافِيَةً أقدامُهُم شاخِصَةً
أَبصارُهُم مِن شِدَّةِ الهَوْلِ، عُراةً لَيسَ عليهِم لِباسٌ، غُرْلاً يَعنِي:
غيرَ مَختُونِينَ، تَعودُ خِلقَتُهم كما كانت، يَسيرُونَ إلى المحشرِ، ويَقِفُونَ
في صعيدِ القيامة بين يَدَيِ الله - عز وعلا - ينتظرونَ الحسابَ.
والمناسبةُ في قوله:﴿ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّكُمۡ
إِلَيۡهِ تُحۡشَرُونَ ﴾ [البقرة: 203] في خِتام أعمالِ الحجِّ، أنَّ الحُجَّاجَ
يَتذكَّرونَ في اجتماعهم في هذا المكانِ، في مشاعر الحَجِّ: في عَرَفَةَ، في
مُزدلفة، في مِنَى، يجتمعونَ في هذه المشاعرِ على اختلافِ أجناسِهم ولُغاتهم،
واختلافِ بلادِهم، يَتذكَّرونَ الجَمْعَ العظيمَ الذي هو الحشرُ؛ لأنَّ الشيءَ
بالشيءِ يُذْكَرُ، يَتذكَّرُ أهلُ الحَجِّ أنَّهُم سيجتمعونَ في يومِ القيامةِ
اجتماعًا يُشبِهُ اجتماعَهم بالحَجِّ؛ فَيستعِدُّونَ لهذا الاجتماعِ الذي لا ينفعُ
فيه مالٌ ولا بنونَ إِلاَّ مَن أتَى اللهَ بقلبٍ سليمٍ، يستعدُّونَ لهذا
الاجتماعِ، ويَتذكَّرُونَ في تَفرُّقِهم من هذا الاجتماعِ في الحَجِّ إلى بلادِهم،
يَتذكَّرونَ تَفرُّقَهُم إلى مَقرِّهِم الأخيرِ، مَقرِّهم الذي لا يَرحلونَ مِنه
أبدًا، وهو الجَنَّةُ أو النَّارُ، يَنصَرِفُونَ مِن المَحشَرِ، بَعضُهم يَنصرِفُ
إلى الجنَّةِ ﴿
فَرِيقٞ فِي ٱلۡجَنَّةِ وَفَرِيقٞ فِي ٱلسَّعِيرِ ﴾ [الشورى: 7]،
وبَعضُهم يَنصرِفُ إلى النَّارِ ﴿ فَرِيقٞ فِي ٱلۡجَنَّةِ وَفَرِيقٞ فِي ٱلسَّعِيرِ ﴾ [الشورى: 7]. ﴿ وَيَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يَوۡمَئِذٖ يَتَفَرَّقُونَ ١٤ فَأَمَّا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد