وهذا بيتِي خُذوهُ، واتركُوني أذهَبْ إلى
رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم؛ فخرجَ مِن مكَّةَ ليسَ معه شيءٌ، تركَ مالَهُ، وتركَ
مَنزِلَهُ، وتركَ كُلَّ ما يَملِكُ، وشَرَى بِه نَفْسَهُ مِنَ الكُفَّارِ؛
ليُهاجِرَ في سَبيلِ اللهِ عز وجل، فَتركُوهُ؛ فأنزلَ اللهُ هذه الآيةَ: ﴿ وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَشۡرِي نَفۡسَهُ ٱبۡتِغَآءَ مَرۡضَاتِ ٱللَّهِۚ ﴾ [البقرة: 207].
وخرجَ ليسَ معه شيءٌ إيمانًا باللهِ وتوكُّلاً على اللهِ ورغبةً في الخيرِ، هذا
الفَرْقُ بينَ العبادِ، ﴿
وَٱللَّهُ رَءُوفُۢ بِٱلۡعِبَادِ
﴾ [البقرة: 207] هذا
وَعْدٌ كَريمٌ مِنَ اللهِ سبحانه وتعالى؛ لأنَّ مَن فعلَ ذلك فإنَّ اللهَ سبحانه
وتعالى رَؤوفٌ بِه، وأنَّه لا يُضَيِّعُ عَملَهُ وافتداءَهُ واختيارَهُ لِمَا عندَ
اللهِ على طَمَعِ الدُّنيا وأموالِ الدُّنيا.
نسألُ اللهَ عز وجل
أنْ يُوفِّقَنَا وإيَّاكُم لصالحِ القوْلِ والعملِ.
وصَلَّى اللهُ،
وسلَّمَ على نَبِيِّنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
*****
الصفحة 6 / 698
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد