×
دروس وفتاوى الحج

تأثيرٌ على الأرزاقِ والمحاصيلِ؛ لأنَّ الذُّنوبَ تَجلِبُ العُقُوباتِ، وليستْ عُقوباتٍ خاصَّةً به بل تكونُ عامَّةً، يَمنعُ اللهُ بِسببِها المَطَرَ مِنَ السَّماءِ، ويَمنَعُ النَّباتَ بسببِ الذُّنوبِ والمعاصِي ﴿ ظَهَرَ ٱلۡفَسَادُ فِي ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ بِمَا كَسَبَتۡ أَيۡدِي ٱلنَّاسِ [الروم: 41].

﴿ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلۡفَسَادَ [البقرة: 205] الله جل وعلا يُبغِضُ الفسادَ والكُفْرَ والمَعاصِي، ويُحِبُّ الطَّاعاتِ والعملَ الصَّالِحَ، ويَرضَى بذلك؛ لأنَّهُ سبحانه وتعالى رَحيمٌ بعبادِهِ، لا يَرْضَى لهم أسبابَ الشَّقاءِ والعذابِ، وإنَّما يَرْضَى لهم أَسبابَ الصَّلاحِ وأسْبابَ الخَيْرِ، معَ أنَّهُ غنِيٌّ عَنهُم، لكِنَّهُ يُريدُ المَصلحَةَ لَهُم، ويُريدُ الخَيْرَ لهُم رَحمةً مِنه سبحانه وتعالى ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُ ٱتَّقِ ٱللَّهَ [البقرة: 206]. إذا نُصِحَ لا يَقبَلُ النَّصِيحةَ، بل يَتمادَى في غَيِّهِ ﴿ أَخَذَتۡهُ ٱلۡعِزَّةُ بِٱلۡإِثۡمِۚ [البقرة: 206] الكِبْرُ والتعاظُمُ في نَفْسِهِ، فلا يَقبَلُ النَّصيحَةَ، ويَحتَقِرُ النَّاصِحَ.

هذا شأنُ الأشقياءِ، أمَّا أهلُ الخيرِ فإنَّهُم يَفرحُونَ بالنَّصيحةِ، ويَفرحُونَ بالأمرِ بالمعروفِ والنَّهيِ عَنِ المُنكَرِ. قالَ الله جل وعلا: ﴿ فَحَسۡبُهُۥ جَهَنَّمُۖ [البقرة: 206] حَسْبُهُ أي: كافِيهِ النَّارَ -والعياذُ باللهِ-، هذا مَصِيرهُ، ولَبِئْسَ المِهادُ: الفِراشُ الَّذِي يَفترِشُهُ في النَّارِ، مِهادُه فِراشُهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المِهادُ. ﴿ وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَشۡرِي نَفۡسَهُ ٱبۡتِغَآءَ مَرۡضَاتِ ٱللَّهِۚ [البقرة: 207]. أي: يشتري نفسه بأي شيء؟ بالطاعة بالعمل الصالح، يشتريها من العذابِ، ويَبِيعُ نفسَهُ للهِ عز وجل، كما قال سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّ ٱللَّهَ ٱشۡتَرَىٰ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ أَنفُسَهُمۡ وَأَمۡوَٰلَهُم بِأَنَّ لَهُمُ ٱلۡجَنَّةَۚ [التوبة: 111]. نزلتْ هذه الآيةُ في صُهَيْبٍ رضي الله عنه، لمَّا أرادَ الهِجرةَ للمدينةِ، لَحِقَ به المشركونَ؛ ليَمنعُوهُ مِنَ الهِجرةِ، فَهدَّدَهُم بأنَّهُ يُحسِنُ الرِّمايةَ، وأنَّهُ سيقتُلُ مِنهم كُلَّ مَن قَرُبَ مِنهُ، ثُمَّ قالَ لهم: هذه أموالِي،


الشرح