×
دروس وفتاوى الحج

والسَّلام -، يخافونَ اللهَ جل وعلا ويَرهَبُونَ منه، ويَرجُونَ مِمَّا عِندَه؛ فيجمعونَ بينَ الأمرَيْنِ، وهذا شأنُ المُسلمِ.

ثُمَّ المسلمُ إذا أنْهَى حَجَّهُ، وَسافَرَ إلى بلدِهِ؛ فإنَّهُ يُواصِلُ العملَ الصَّالِحَ، ويُواصِلُ الطَّاعاتِ، ويُداوِمُ عليْها، ويُحافِظُ علَى أعمالِهِ الصَّالِحَةِ في كُلِّ مكانٍ ولا يقولُ: إِنَّهُ حَجَّ وغُفِرتْ له ذُنوبُهُ ثُمَّ يُقصِّرُ ويَتكاسَلُ عَنِ الطَّاعَةِ، أو يُطلِقُ لنَفسِهِ العِنانَ؛ فَيتمادَى في الذُّنُوبِ، ويقُولُ: إنَّ الحَجَّ يَكْفِي، فَيُتبِع الحجَّ بالسَّيِّئاتِ والأعمالِ الفاسدَةِ، هذا شأنُ الخاسِرينَ المَغرُورِينَ، نسألُ اللهَ العافيةَ.

اللهُ جل وعلا يقول: ﴿ وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ فِيٓ أَيَّامٖ مَّعۡدُودَٰتٖۚ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوۡمَيۡنِ فَلَآ إِثۡمَ عَلَيۡهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَآ إِثۡمَ عَلَيۡهِۖ لِمَنِ ٱتَّقَىٰۗ [البقرة: 203]. أي: اتَّقَى اللهَ سبحانه وتعالى، وحافَظَ على طاعَتِهِ، وتَجنَّبَ مَعاصِيهِ، وهذا هو المُتَّقِي، قال - تعالى - بعدَ آياتِ الحَجِّ: ﴿ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّكُمۡ إِلَيۡهِ تُحۡشَرُونَ [البقرة: 203].

فَيُجازِيكُم بأعمالِكُم، استَعِدُّوا لهذا الحَشْرِ، وهذا الجَمْعِ يَوْمَ القيامةِ، استعِدُّوا لذلِكَ، تَذكَّرُوا الحَشْرَ والحِسابَ والجزاءَ، فاستعِدُّوا لذلك ﴿ وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُعۡجِبُكَ قَوۡلُهُۥ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَيُشۡهِدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلۡبِهِۦ وَهُوَ أَلَدُّ ٱلۡخِصَامِ ٢٠٤ وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي ٱلۡأَرۡضِ لِيُفۡسِدَ فِيهَا وَيُهۡلِكَ ٱلۡحَرۡثَ وَٱلنَّسۡلَۚ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلۡفَسَادَ ٢٠٥  وَإِذَا قِيلَ لَهُ ٱتَّقِ ٱللَّهَ أَخَذَتۡهُ ٱلۡعِزَّةُ بِٱلۡإِثۡمِۚ فَحَسۡبُهُۥ جَهَنَّمُۖ وَلَبِئۡسَ ٱلۡمِهَادُ [البقرة: 204- 206]. الَّذِي انصرفَ مِنَ الحَجِّ، وهذا شَأنُهُ، سَعَى في الأرضِ؛ لِيُفسِدَ فيها، ويُهْلِكَ الحَرْثَ والنَّسْلَ، يَتعَدَّى على النَّاسِ، ويُتْلِفُ أمْوالَهُم ويَغصِبُها منهم، ويَستولِي عليْهَا ظُلمًا وعُدوانًا، أو يُكثِرُ مِن الذُّنوبِ والسَّيِّئاتِ، فَيحصُلُ بذلِكَ 


الشرح