×
دروس وفتاوى الحج

من الذَّبائح ما أُهِلَّ به لغيرِ الله، وهذه أُهِلَّ بها لغيرِ الله، فيتذكَّر المسلمُ بهذه الأمورِ أنَّ الحجَّ مدرسةٌ للتوحيد.

ثُمَّ بماذا تَختِمُ الطَّواف؟ تأتي بعدَه بركعتين تُسمَّيَان رَكْعَتي الطَّواف، تَقرأُ في الأُولى بعدَ الفاتحة﴿ قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡكَٰفِرُونَ ، وتقرأُ في الثَّانيةِ بعدَ الفاتحةِ﴿ قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ ، وكِلا السُّورَتين في التَّوحيد،، في توحيدِ الألوهية، و ﴿ قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ في توحيدِ الأسماءِ والصِّفات، فهاتان الرَّكْعَتان تتعلَّمُ منهما التَّوحيدَ وإفرادَ اللهِ بالعبادة.

وكذلك بقيَّة أعمالِ الحَجِّ كرَمْي الجِمارِ مثلاً هل المَقصودُ رَمْي الحَصَى فقط؟ لا، المَقصودُ طاعةُ اللهِ جل وعلا، فأنتَ حينما تَرْمِي الجِمَار تَرْمِيها طاعةً للهِ وتَوحيدًا لله جل وعلا، ولهذا تُكبِّر اللهَ مع كلِّ حَصَاة فتقول: اللهُ أكبر، فالرَّمْيُ عبادةٌ للهِ وتوحيدٌ لله عز وجل.

إذًا كلُّ أعمالِ الحجِّ تُعَلِّم عقيدةَ التَّوحيد، كلُّها إيمانٌ باللهِ عز وجل، وهي درسٌ يَتعلَّم منه المسلمُ عقيدتَه ودِينَه.

وبعد هذا، كيفَ يطوفُ المسلمُ بالبيتِ العتيقِ ثُمَّ إذا رجَع طافَ بالقُبور؟! كيف صيَّر البيتَ العتيقَ والقبورَ سواء؟!

كيف يَذبحُ الهَدْيَ لله يُسمِّي عليه ويُكبِّر اللهَ عليه ثُمَّ إذا رجَع إلى بلدِه يَذبَح لغيرِ الله؟! يَذبحُ للأضرحةِ وغيرِها!!

كيفَ يَتضرَّع إلى اللهِ بالدُّعاءِ والإخلاصِ والتَّوحيد والتلبية في عرفةَ ومُزدلفَة ومِنَى في هذه الأيَّام ﴿ وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ فِيٓ أَيَّامٖ مَّعۡدُودَٰتٖۚ [البقرة: 203]. ثمَّ إذا رجَع إلى بلدِه صار يَذكُر غيرَ الله؟! صار يَذكُر الأولياءَ والصَّالحين ويَذكُر الأضْرحةَ وغيرَ ذلك!! إذًا ماذا استفاد من الحَج؟ ما اسْتفادَ شيئًا!


الشرح