×
دروس وفتاوى الحج

 اللهُ عز وجل، إنَّما يُطَافُ بالبيتِ العتيقِ فقط، لا يُطافُ بشَيء على وجهِ الأرضِ إلا بهذا البيتِ العتيق، ولذلك يأتي له الحُجَّاج من مشارقِ الأرضِ ومغاربِها ليطَّوفوا بالبيتِ العتيق.

فلو كان الطَّوافُ مشروعًا في غيرِه لما كُلِّف النَّاسُ بالسَّفر إلى هذا البيتِ ليطوفوا به، فدَلَّ على أنَّ الطَّوافَ إنَّما هو بالبيتِ العتيق، ونحن حينما نطوفُ بالبيتِ العتيقِ فإنَّنا لا نعبدُ البيتَ وإنَّما نَعبدُ ربَّ البيت، والبيتُ إنَّما هو مكانٌ للطَّواف، وأمَّا المقصودُ بالطَّوافِ فهو عبادةُ الله عز وجل، فنحن نعبدُ اللهَ بالطَّوافِ ببَيتِه العتيق.

فليتذكرِ المسلمُ هذا ويتجنَّبْ ما أحدَثَه أهلُ الضَّلالِ وأهلُ الجَهَالةِ من الطَّواف بالقُبورِ والأضْرحةِ والأبنيةِ وغير ذلك؛ فإنَّ هذا دينٌ باطل، وهو تَشريعُ دينٍ لم يأذنْ به اللهُ عز وجل.

كذلك من مظاهرِ التَّوحيدِ والعقيدةِ في الحَج: حينما يذبحُ النَّاسُ الهَدْيَ يقولون: «بسم الله، الله أكبر»، فيذبحونَه على اسمِ اللهِ جل وعلا ويُكبِّرُون اللهَ عز وجل، فدَلَّ على أنَّه لا يُذبَح لغيرِ الله، فلا يُذبَحُ للقُبور، ولا للأولياءِ والصَّالحين، ولا للجِن، وإنَّما يُذبَح للهِ وحدَه ذبح العبادةِ إنما يكون لله، قال تعالى: ﴿ قُلۡ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحۡيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ [الأنعام: 162]. وقال سُبحانه:  ﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنۡحَرۡ [الكوثر: 2]. فقَرَنَ النَّحرَ والنُّسُك، والنَّسيكة هي الذَّبيحة. في هاتين الآيتين قرنَهما مع الصَّلاةِ فكما أنَّه لا يصلي لغيرِ الله عز وجل فإنَّه لا يُذبَحُ لغيرِ الله، فالذين يَذبحون للجِنِّ وللقُبورِ والأضرحةِ والأولياءِ والصَّالحين يُريدون منهم النَّفعَ ودَفْعَ الضُّر، وهذا فِعلُ المشركين الأوَّلين مع الأصنام؛ فإنَّهم كانوا يذبحون للأصنامِ ويُهِلُّون لغير الله عز وجل، والله عز وجل حرَّمَ علينا 


الشرح