×
دروس وفتاوى الحج

فعلى المسلمين أنْ يَنتبِهوا لهذا الأمرِ وأنْ لا يأخذَهم التَّقليدُ الأعمى، وأنْ لا يغتروا بدُعاةِ الضَّلال، وأنْ لا يغتروا بكثرةِ من وقَع في هذه المُخَالفَات، عليهم أن يُخلِصوا دينَهم للهِ عز وجل وأن يكونَ الحجُّ درسًا لهم ومنطلقًا لهم إلى الإصلاحِ في بقيَّةِ حياتِهم، كما قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَتَى هَذَا الْبَيْتَ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ» ([1]).

فالإنسانُ حينما ولدتْهُ أمُّه لم يكُنْ عليه ذُنُوب، هو بَريء، ثُمَّ بعدما كبِر اكتسبَ الذُّنوبَ والمعاصي والسَّيئَات، فإذا رجَع إلى هذا البيت، الحَجِّ الذي شَرَعه اللهُ لا الحَج العادي التَّقليدي وإنَّما الحَجُّ الذي شَرَعه الله، إذا حَجَّ هذا البيتَ كما شرَع الله عز وجل رجَع مولودًا جديدًا كيَوم ولدتْهُ أمُّه ليسَ عليه ذُنُوب، فعليه أنْ يبقَى على هذه النَّقاوةِ وهذه الطَّهارة التي اكتَسَبها من هذا الحَجِّ في عقيدتِه، في أخلاقِه، في أعمالِه، في تصرُّفاتِه، يبقى على هذه الطهارة التي اكتسبها من هذا الحج. ويقول: «الْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلاَّ الْجَنَّةَ» ([2])، الحجُّ المَبرورُ هو الذي أدَّاه صاحبُه على البرِّ والإخلاصِ للهِ عز وجل والمُتابعةِ لرسولِه صلى الله عليه وسلم هذا هو الحجُّ المبرور: ما كان خالصًا للهِ وصوابًا على سُنَّة رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وأدَّى مناسكَه على الوجهِ المطلوب.

هذا هو الحجُّ المبرورُ الذي ليسَ له جزاءٌ إلا الجنَّة، إنَّ الدُّنيا كلَّها ليستْ جزاءً للحجِّ المبرور، كلُّ هذه الدُّنيا ليسَتْ جزاءً للحجِّ المبرورِ وإنَّما جزاؤُه الجَنة، نَسألُ اللهَ الكريمَ من فضلِه، وأنْ يجعلَنا وإيَّاكم


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (1521)، ومسلم رقم (1350).

([2])أخرجه: البخاري رقم (1773)، ومسلم رقم (1349).