فأولاً: حينما يُلبِّي الإنسانُ إذا أحرَمَ فإنَّه
يُلبِّي، ماذا يقول؟ يقول: «لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لاَ
شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لاَ
شَرِيكَ لَكَ». هذا إعلانٌ للتَّوحيد وتَبرُّؤٌ من الشِّركِ في أوَّلِ ما
تَنطِق به من أعمالِ الحَج، وهو التَّلبيةُ عندَ الإحرام: «لَبَّيْكَ لاَ
شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ» لتتذكَّرَ هذا في كلِّ عملٍ تَعملُه من مناسكِ
الحَجِّ والعُمْرة: أنَّ اللهَ لا شريكَ له، فلا تدعُو غيرَ الله، ولا تَستغِيث
بالأمواتِ ولا بالأضرحةِ ولا بالأولياءِ والصَّالحين، وإنَّما تُخلص عملَك للهِ عز
وجل فلا تدعو إلا الله، ولا تذبح إلا لله، ولا تُنذِر إلا لله، ولا تُؤدِّي أيَّ
عبادةٍ من العباداتِ إلا للهِ وحدَه سبحانه وتعالى، فأنت أعلنتَ عندَ الإحرام أنَّ
اللهَ لا شريكَ له، لكن بعض النَّاسِ يقول هذا بلسانِه ثُمَّ لا يعمَلُ به؟! بل
يذهبُ إلى غيرِ اللهِ عز وجل يستغيث بالأموات! ويَستغيث بالأولياءِ الصَّالحين!
ومن ذلك أن يَظُنَّ أنَّ الكعبةَ تنفعُ وتضُر فيذهب يتَمسَّحُ بها ويذهب يُمَرِّغ
خدَّه عليها!
وهذا غيرُ مشروع؛ لأنَّ الكعبةَ إنَّما هي مكانٌ
للعبادة، وأمَّا المعبودُ فهو اللهُ سبحانه وتعالى، فاللهُ جعلَ هذا البيتَ لأجلِ
أنْ يُعبدَ حولَه ويُخلَصَ العملُ له سبحانه وتعالى، فالعبادةُ لله. والبيتُ مكانُ
العبادة: ﴿ وَإِذۡ بَوَّأۡنَا
لِإِبۡرَٰهِيمَ مَكَانَ ٱلۡبَيۡتِ أَن لَّا تُشۡرِكۡ بِي شَيۡٔٗا وَطَهِّرۡ بَيۡتِيَ لِلطَّآئِفِينَ
وَٱلۡقَآئِمِينَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ ﴾ [الحج: 26].
هذا البيتُ إنَّما هو مكانٌ للعبادة، فلا يُتوجَّه
إليه بالعِبادة ويَظُن أنه ينفعَ ويضُر ويمنح البَركَةَ والمَغفرة! إلى آخر ما قد
يقعُ فيه بعضُ الجُهَّال، فالبيتُ إنَّما هو مكانٌ للعبادة، وأمَّا المعبودُ
المُتوجَّه إليه فهو الله سبحانه وتعالى.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد