فدعاءُ العبادةِ على الله، ودعاءُ المسألةِ طلبٌ من
اللهِ عز وجل.
فمثلاً: ﴿ إِيَّاكَ نَعۡبُدُ ﴾ [الفاتحة: 5]. هذا دعاءُ
عبادةٍ، ﴿ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5]. هذا دعاءُ
مسألة، في آيَةٍ واحدةٍ دعاءُ عبادةٍ ودعاءُ مسألة.
فأنتَ حينما تقول: «لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ،
وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ»، فهذا خيرُ الدُّعاءِ كما قال صلى الله عليه وسلم،
وما معنى «لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ»، وما معنى «لاَ شَرِيكَ لَهُ»؟
كثيرٌ من النَّاسِ يقولُها ولا يَعرِفُ معناها مع الأسفِ ويَظنُّها لفظًا يُردَّد
بدونِ أن يستحضِرَ معناها، ثُمَّ لو عرَف معناها لا يعمَلُ بمُقتَضاها!
فـ «لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ» لا بُدَّ فيها من النُّطقِ باللِّسان، ولا بُدَّ من معرفةِ معناها، ولا
بُدَّ من العملِ بمُقتَضَاها ظاهرًا وباطنًا.
لأنَّ «لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ» نَفْيٌ وإثبات،
هي كلمةُ التَّوحيد وتتكون من رُكنين: رُكنِ النَّفْي «لاَ إِلَهَ» وركنِ
الإثباتِ «إِلاَّ اللهُ».
ومعناها: لا معبودَ بحقٍّ إلا اللهُ عز وجل.
فإذا قلت: «لاَ إِلَهَ» فقد خلعْتَ جميعَ
المعبوداتِ وأبطَلْتَها، وإذا قلت: «إِلاَّ اللهُ» فقد أثبتَّ العبادةَ
للهِ وحدَه لا شريكَ له، فدلَّ هذا على أنَّ عبادةَ اللهِ هي الحقُّ وأنَّ عبادةَ
غَيرِه باطلةٌ لأنَّك نَفيْتَها.
فقولك: «لاَ إلَه» هذا يدُلُّ على بُطلانِ العبوديةِ
لغيرِ اللهِ، واعترافٌ منك بذلك.
«لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ»: لا معبودَ بحقٍّ
إلا الله، كما في قولِه تعالى: ﴿ ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ
هُوَ ٱلۡحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦ هُوَ ٱلۡبَٰطِلُ وَأَنَّ
ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡكَبِيرُ ﴾ [الحج: 62]. هذا معناها لا بُدَّ أن تعرِفَه.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد