×
دروس وفتاوى الحج

مَّا نهى - سبحانه - عن هذه الأُمورِ، وجَّه إلى الخير بدلاً منها، ولهذا قال: ﴿ وَمَا تَفۡعَلُواْ مِنۡ خَيۡرٖ يَعۡلَمۡهُ ٱللَّهُۗ [البقرة: 197]. افعلوا الخير وأنتم مُحرِمون، اشتغلوا بذكر الله، بالاستغفار، بالتَّلْبية، بالطاعة، بديلاً عن الرَّفَث والفُسوقِ والجِدالِ، اشتغلوا بما ينفعكم ويفيدُكم ويزيدُ من أَجْرِكم ويتناسب مع إِحْرامكم، الطَّاعات تتناسب مع الإِحْرام، أَمَّا المعاصي فهي تخالف الإِحْرام.

﴿ وَمَا تَفۡعَلُواْ مِنۡ خَيۡرٖ أَيِّ خيرٍ صغيرًا كان أو كبيرًا، ولو كان من كلامٍ طيِّبٍ، الكلام الطَّيِّبُ مع أَخِيك خيرٌ، الدَّعْوى إلى الله، الأَمْرُ بالمعروف والنَّهْيُ عن المُنكَر، تعليمُ الجاهل، هذا كلُّه من الخير، الصدقةُ على المحتاج، صلواتُ النَّوافل في غير أَوْقات النَّهي هذا من الخير، قراءةُ القرآن، التَّلْبيةُ، كلُّ هذا من الخير؛ فالمُحرِم يشتغل بالخير، ﴿ وَمَا تَفۡعَلُواْ مِنۡ خَيۡرٖ أَيِّ خيرٍ صغيرًا كان أو كبيرًا، علميًّا أو قوليًّا أو اعتقادًا ﴿ يَعۡلَمۡهُ ٱللَّهُۗ لا يخفى عليه شيءٌ، ولو لم تُعْلِنْه للنَّاس، ولو لم تُبِنْه للنَّاس فإِنَّ الله يعلمه سبحانه وتعالى، ولو عملْتَه خاليًا ليس عندك أَحَدٌ فإن الله يعلمه ولا يخفى عليه سبحانه وتعالى، وكون الله يعلمه يدلُّ على أَنَّه يُجازِي عليه سبحانه وتعالى، فعلم الله له يتضمَّن الجزاءَ عليه.

﴿ وَمَا تَفۡعَلُواْ مِنۡ خَيۡرٖ يَعۡلَمۡهُ ٱللَّهُۗ ومن قوليٍّ أو عمليٍّ أو اعتقاديٍّ، ما تفعلوه يعلمه الله، لا تخافوا أنه يضيع أبدًا أو أنه يُنسى، الله يعلمه، ويُحصيه لكم ويُجْزيكم عليه، الحسنة بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة، ﴿ وَٱللَّهُ يُضَٰعِفُ لِمَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٌ [البقرة: 261]. فلا تخفى عليه أَعْمالُكم، ولا يضيعها عليكم ﴿ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَٰنَكُمۡۚ [البقرة: 143]. ﴿ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَظۡلِمُ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖۖ وَإِن تَكُ حَسَنَةٗ


الشرح