والمشروع في هذا اليومِ وتلك اللَّيْلةِ، أَنْ
يشتغلَ الحُجَّاج بطاعة الله وبذكر الله، والإِكْثارِ من التَّلْبية لأَنَّهم في
عبادةٍ، والعبادة أَفْضلُ أَنْ تشغل بذكر الله، لا مانعَ أَنَّ الحاجَّ يتكلَّم
ويتحدَّثُ مع إِخْوانه فيما يحتاجون إليه أَوْ ما يُؤْنِسُهم، لكن ينبغي أَنْ
يكثرَ من ذكر الله ومن التَّلْبية، وأَنْ يتركَ ما يشغله عن ذكر الله عز وجل،
وخصوصًا التَّلْبيةَ والتَّكْبيرَ والاستغفارَ والتَّوبةَ، وأَمَّا صلاة النَّافلة
فلا يصلِّي مع الفرائض منها شيئًا، فالرَّواتب تترك؛ لأَنَّ المسلم إذا قصُر
الصَّلاة فإِنَّه لا يصلي الرَّاتبةَ، إِلاَّ راتبةُ الفَجْرِ التي قبلها،
فإِنَّها لا تُتْرَكُ حضرًا ولا سفرًا، كذلك الوِتْرُ في اللَّيل لا يتركه
المسلمُ، وإِنْ صلَّى قبلَ الوِتْرِ ما تيسر له من صلاة اللَّيل والتَّهجُّد، فهو
زيادة خيرٍ، وإِلاَّ على الأَقلِّ لا يترك الوِتْرَ، فيُوتر قبلَ الفَجْرِ، إن كان
يثق في قيامه آخِرَ اللَّيل، وإن كان لا يثق في قيامه قبلَ الفَجْرِ فإِنَّه قبل
أَنْ ينامَ، بعد صلاة العِشَاءِ، وإذا أخَّر الوِتْرَ وصلَّى قبلَه ما تيسَّر له
من صلاة اللَّيل فهذا أَفْضلُ.
الحاصل: أَنَّنا في عبادةٍ
عظيمةٍ، نحضر القلوبَ فيها، ولا نضيع الوقتَ فيما لا فائِدةَ فيه، بل نستغلُّه في
هذه الأَمْكنةِ وهذه الأَزْمنةِ وهذه المناسكِ، استغلَّ الوقتَ بذكر الله عز وجل،
وطاعتِه والإِقْبالِ عليه، وتجنُّبِ محظورات الإِحْرام، يُحافظ المسلم على
إِحْرامه فلا يعمل ما يُخِلُّ به، من أَخْذ شَعْرٍ، أَوْ تقليمِ أَظافرٍ، أَوْ
تطيُّبٍ بالطِّيب، أَوْ لُبْسِ المَخِيط، أو تَغْطِيةِ الرُّؤُوس بالنِّسْبة
للذُّكور، بلْ تكون الرُّؤُوس مكشوفةً ليلاً ونهارًا، وإذا نسِي وغطَّى رَأْسَه
فإِنَّه يُبادر بإِزالة الغِطاءِ، ولا يتركه مغطًّى؛ لأَنَّ هذا لا يجوز، لكنَّ
الناسي والنَّائِمَ إذا غطَّى رَأْسَه بدون شعورٍ وبادر بإِزالته فلا حرجَ عليه،
ولكنْ إذا تعمَّد وغطَّى رَأْسَه تكون
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد