والعقوبةُ الآجِلةُ في قولِه تعالى: ﴿ وَمَن يَقۡتُلۡ مُؤۡمِنٗا مُّتَعَمِّدٗا فَجَزَآؤُهُۥ جَهَنَّمُ خَٰلِدٗا فِيهَا وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ وَلَعَنَهُۥ وَأَعَدَّ لَهُۥ
عَذَابًا عَظِيمٗا ﴾ [النساء: 93]. نسأل الله العافية.
وأعراضُكم، والعِرْض:
وما يَقبَلُ المدحَ والذَّمَّ من الإنسان، فيَحرُمُ الكلامُ فيه بالغِيبةِ أو
النَّميمةِ أو بالقَذْفِ أو بِالشَّتْم أو بِالسَّبِّ؛ لأنَّ هذا اعتداءٌ على
أعراضِ النَّاس، وأشده القذف - والْعياذُ بالله -، والقَذْف هو: الرَّمي
بالفَاحِشة، أي: بالزِّنَى أو بِاللِّواط، بأنْ يُقال: فلان زنى أو فلان فعل
اللواط، و يا زانٍ أو يا لُوطِي هذا قذف، وقد جعل اللهُ في القَذْف عُقُوبَتين
عُقوبةً عاجِلةً وهي الجَلْد: ﴿ وَٱلَّذِينَ يَرۡمُونَ ٱلۡمُحۡصَنَٰتِ ثُمَّ لَمۡ يَأۡتُواْ
بِأَرۡبَعَةِ شُهَدَآءَ فَٱجۡلِدُوهُمۡ ثَمَٰنِينَ جَلۡدَةٗ وَلَا تَقۡبَلُواْ لَهُمۡ شَهَٰدَةً أَبَدٗاۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ ٤ إِلَّا
ٱلَّذِينَ تَابُواْ مِنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ وَأَصۡلَحُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ
رَّحِيمٞ ﴾ [النور: 4-5]. وعقوبةً آجلةً في الآخِرة: ﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَرۡمُونَ ٱلۡمُحۡصَنَٰتِ ٱلۡغَٰفِلَٰتِ ٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ
لُعِنُواْ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ يَوۡمَ تَشۡهَدُ
عَلَيۡهِمۡ أَلۡسِنَتُهُمۡ وَأَيۡدِيهِمۡ وَأَرۡجُلُهُم بِمَا كَانُواْ
يَعۡمَلُونَ ٢٤ يَوۡمَئِذٖ يُوَفِّيهِمُ ٱللَّهُ دِينَهُمُ ٱلۡحَقَّ وَيَعۡلَمُونَ أَنَّ ٱللَّهَ
هُوَ ٱلۡحَقُّ ٱلۡمُبِينُ ﴾ [النور: 23- 25].
ليس كلامًا يقال وينتهي وتتشفى ممن تبغضه أو بينك وبينه خصومة تتشفى منه بالقذف،
المسألة محفوظة وهناك عدالة إلهية، لو أفلت منها القاذف في الدنيا لم يفلت منها في
الآخرة. فعلى المسلم أن يحترم أعراض المسلمين.
كذلك الغيبة، قال تعالى: ﴿ وَلَا يَغۡتَب بَّعۡضُكُم بَعۡضًاۚ ﴾ [الحجرات: 12]. وقد بَيَّنها النبي صلى الله عليه وسلم بقولِه: «هِيَ ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ»، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ؟ قَالَ: «إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ» ([1])، وليس ذلك من إنكارِ المُنكَر،
([1])أخرجه: مسلم رقم (2589).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد