بالحَشْرِ يومَ القيامةِ، الحَشْرُ الَّذِي يَجمَعُ الخلائقَ مِن أوَّلِ الخَلْقِ إلى آخرِهِم في مكانٍ واحدٍ، فَتَذَكَّرْ بهذا الاجتماعِ وهذا الحَشْرِ في مكَّةَ - في مشاعر الحج الحشر الأكبر - حَشْرَ الخلائِقِ جميعًا في صَعِيدٍ واحدٍ يومَ القيامةِ، الأوَّلِينَ والآخِرِينَ ﴿ قُلۡ إِنَّ ٱلۡأَوَّلِينَ وَٱلۡأٓخِرِينَ ٤٩ لَمَجۡمُوعُونَ إِلَىٰ مِيقَٰتِ يَوۡمٖ مَّعۡلُومٖ﴾ [الواقعة: 49- 50]. فإذا كُنْتَ رأيتَ هذا الاجتماعَ العظيمَ وهذا الضِّيقَ وهذه الزَّحَماتِ، وقاسَيْتَ فيها شيئًا من التَّعبِ، فتَذَكَّرِ الحَشْرَ الأكْبَرَ الَّذِي فيه زِحامٌ شَدِيدٌ وَحَرٌّ شَدِيدٌ وَضِيقٌ شَدِيدٌ، فاستعِدَّ لِذلكَ بتَقْوَى اللهِ عز وجل، اجْعَلْ شِعارَكَ تَقْوَى اللهِ دائمًا وأبدًا والخوفَ مِنَ اللهِ وَرَجاءَ اللهِ، مع العملِ بالطَّاعَةِ وتَرْكِ المعصيةِ، والمحافظةِ على فرائضِ اللهِ، وإصلاحِ العقيدةِ، وإخلائِهَا وتنقِيَتِها مِنَ الشِّرْكِ الأكبَرِ والأَصْغَرِ، وإصلاحِ العملِ بِتَنْقِيَتِهِ مِنَ البِدَعِ والمُحدَثاتِ؛ فإنَّكَ مَهمَا عَمِلْتَ مِن عَمَلٍ ومَهْمَا تَعِبْتَ، ما دامَ أنَّكَ لَم تُخْلِصْ للهِ فلن يُقْبَلَ مِنكَ، ما دامَ عندك شيءٌ مِنَ الشِّركِ الأكبَرِ فَلنْ يُقبَلَ مِنكَ شَيءٌ، ولوْ أخْلَصْتَ، ولم تَتَّبِعِ الرَّسولَ صلى الله عليه وسلم بل عَمِلْتَ بالبِدَعِ والمُحدَثاتِ فلَن يُقْبَلَ مِنكَ أيضًا، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([1])، وقال: «فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ»، يعني الزَمُوها ثُمَّ قالَ: «إِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ؛ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([2])، أنتَ لا تُتعِب نفسَكَ في شيءٍ لا تَنتفِعُ به يومَ القيامةِ، البِدعَةُ لا تنتفِعُ بها بل تَتضَرَّرُ بِها يومَ القيامةِ، والعمل على السُّنَّةِ،
([1])أخرجه: مسلم رقم (1718).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد