×
دروس وفتاوى الحج

ولو كانَ قليلاً فإنَّ اللهَ يُضاعِفُه، ويَتقبَّلُهُ، ويُدخِلُكَ به الجَنَّةَ، والعملُ - وإنْ كانَ كثيرًا - إذا كان على غيرِ سُنَّةِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم فهو هباءٌ منثورٌ، مَردودٌ عليكَ؛ فتذَكَّرْ هذا، ولا تَقُل: النَّاسُ علَى هذا أو أهلُ البلدِ على هذا، هذا لا ينفعُكَ، إذا كنت تعلمُ أنَّ الناسَ على خطأٍ، اجتنبْ خطأَهُم، وإذا كانُوا على حَقٍّ فاتَّبِعِ الحَقَّ، ولو كانَ الذي عليه قليلينَ، أو حتَّى ولو لَمْ يكُن عليهِ أحَدٌ، ما دامَ هو الحقَّ فالْزَمِ الحَقَّ، ولا تَأْخُذْكَ في اللهِ لَوْمَة لائِمٍ، تَقولُ: أخافُ النَّاسَ، يَذُمُّونَنِي. خَفْ مِنَ اللهِ عز وجل، لا تَخَفْ مِن النَّاسِ، وإن نالكَ أَذًى مِنَ النَّاسِ بِسَبب تَمسُّكِكَ بكتابِ اللهِ وسُنَّةِ رَسُولهِ وتَرْكِ البِدَع، إذا نالك أذًى فاصْبِرْ علَى الحَقِّ. السَّلَفُ الصَّالِحُ يَقُولونَ: اقتصادٌ فِي سُنَّةٍ خَيرٌ مِن اجتهادٍ فِي بِدْعَةٍ. اقتصادٌ يعنِي: عَمَلٌ يَسِيرٌ خَيرٌ مِن اجتهادٍ كثيرٍ في بِدعةٍ، فعليكَ بِلُزُومِ السُّنَّةِ ولا تعمَلْ أيَّ عَمَلٍ حَتَّى تعلمَ أنَّهُ سُنَّةٌ، وأنَّ عليهِ دَلِيلاً مِنَ كتابِ اللهِ أو سُنَّةِ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم إذا كُنتَ تُريدُ النَّجاةَ لِنَفسِكَ وأنتَ كذلك إنْ شاءَ اللهُ.

ارجِعُوا مِنَ الحَجِّ علَى أَحْسَنِ حالٍ، ارجِعُوا تائِبينَ إلى اللهِ عز وجل مُحافظِينَ على الصَّلواتِ، مُحافظِينَ عَلَى طاعةِ اللهِ عز وجل، يكونُ الحَجُّ سببًا في رُجُوعِكُم إلى اللهِ وتَوْبَتِكُم إلى اللهِ، وخِتَامِ أعمالِكُم وأعْمارِكُم علَى طاعةِ اللهِ، يكونُ الحَجُّ سببًا لاستقامَتِكُم، ولا تَظُنُّ كما يَظُنُّ كَثيرٌ مِن النَّاسِ أن الحجَّ يكفِي، ويُكفِّرُ كُلَّ ما تَعملُ، لاَ، الحَجُّ إِنَّما هو شيءٌ واحدٌ مِن أُمورِ الدِّينِ، وهناكَ أشياءُ كثيرةٌ أَعظَمُ مِنَ الحَجِّ.

الصَّلاةُ أَعظَمُ مِنَ الحَجِّ، حَافِظْ علَيْهَا ما دُمتَ حَيًّا، قالَ عيسَى عليه السلام ﴿ وَأَوۡصَٰنِي بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱلزَّكَوٰةِ مَا دُمۡتُ حَيّٗا [مريم: 31]. وقال الله عز وجل


الشرح