للنَّاسِ، وتَكُفَّ عنهم أذاكَ. هذا إحسانٌ إلى
النَّاسِ ﴿
وَأَحۡسِنُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ
﴾ [البقرة: 195].
وإحسان بينك وبين نفسِك بأن: تَمنَعَها مِنْ مَعصِيَةِ اللهِ، وتُلزِمَها بطاعةِ
اللهِ. هذا إحسانٌ إلى نفسِكَ أنْتَ. لا تُحسِن للنَّاسِ، وتَتْرُكُ نفْسَكَ،
أحْسِنْ إلى نفسِكَ ثُمَّ أحسِنْ إلى النَّاسِ، وليسَ الإحسانُ إلى نفسِكَ أنَّك
تُعطِيها ما تَشتهِي؛ لأنَّ هذا ضررٌ، الإحسانُ إلى نفسِكَ أن تُلزِمَها بطاعةِ
اللهِ، وأنْ تمنعَها مِن مَعصيةِ اللهِ عز وجل.
فعلينا - جميعًا يا
عباد الله - أن نرجِعَ تائِبِينَ إلى اللهِ، مُحافظينَ على دِينِنا، حَتَّى يقبلَ
اللهُ حَجَّنا وعَملَنا، وألاَّ تَعتَبِرَ - أيُّها الحَاجُّ - أنَّ الحجَّ
يَكفِي، وتَتْرُكُ الصَّلاةَ، وتَترُكُ الزَّكاةَ، وَتترُكُ الصِّيامَ. ويُقالُ:
الحَجُّ يَكفِي، الحَجُّ إذا تَرَكْتَ الصَّلاةَ بَطَلَ.
انتبِهْ لِهَذا،
وأشَدُّ مِن ذلك إذا حَصَل مِنك شِرْكٌ باللهِ عز وجل، بَطَلَتْ جميعُ الأعمالِ؛
فعليكَ بالمُحافظةِ على دينِكَ، والاستمرارِ على طاعةِ الله عز وجل؛ لِتَجمعَ مَع
حَجِّكَ أعمالاً أُخْرَى من الصَّالحاتِ؛ حتَّى تَحصُلَ النَّجاةُ؛ ولهذا قال
تعالى: ﴿
وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّكُمۡ إِلَيۡهِ تُحۡشَرُونَ ﴾ [البقرة: 203].
والتَّقوَى كلمة عامَّةٌ تشملُ جميعَ أمورِ الدِّينِ، حافِظْ عليها، وتجنَّبْ ما
حَرَّمَ اللهُ عليكَ، واسألِ اللهَ حُسْنَ الخاتمةِ: أن يَختِمَ اللهُ لكَ
بالإيمانِ، وَيتوَفَّاكَ على الإيمانِ والإسلامِ، قالَ اللهُ عز وجل: ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ
وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].
والأعمالُ بالخواتيمِ، وأنتَ لا تدرِي: متَى الموتُ؟ لا تدرِي في أيِّ ساعةٍ؟
فلتكُنْ على عملٍ صالحٍ، إذا جاءكَ الموتُ، وإذا أنتَ على عملٍ صالحٍ، تكونُ
خاتِمَتُكَ حَسنةً. وأمَّا إذا جاءكَ الموتُ، وأنتَ علَى المعاصي، وأنت على
الذُّنوبِ صارتْ خاتمتُكَ سيِّئةً والأعمالُ
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد